السبت، ١٩ يونيو ٢٠١٠

فقد !



ربما لا أحد منكم يستطيع أن يتخيل أو يصل للذي أريده، لأن هذا الإحساس كبيرٌ جداً حتى أنا نفسي – أحياناً – أتحير منه و لا أدري ما هو فعلاً !

أأحدٌ منكم فقد أم.. أب.. أخت.. أخ.. زوجة.. زوج.. حبيبة.. حبيب....؟! كل مشاعر الفقد هذه لا تأتي حتى بحجم قطرة في بحر فقدي !

شيءٌ بداخل الجسد.. مثل الروح، أشعر به، أتعامل معه.. لكنهُ لا شيء !
شيء لا شيء !! ... لغز؟ لا لا .. سراب ؟ أخبركم بأنه بداخلي كيف يكون سراباً ها !!

عندما استيقظ صباحاً أكون متعبةٌ جداً، تضيقُ بي نفسي و هذا الشعور الفارغ، الفاضي، يُتعبني أكثر و يوترني.. أُحاول أن أملأه.. أُشرع النافذة على مصراعيها، أناظر الدنيا، الشمس، الشجر، الأطفال بالحضانة، بيت الجيران الأبيض، القطط، و مخلوقات الله كلها .. حتى الرصيف ! أحاول ملأهُ بكل ما حولي، بكل شيء و بأي شي لكنهُ لا يمتلأ !!

يبقى هذا الشعور .. يدور بداخلي، يلازمني .. يعيش معي كل يومي و بأحلامي يجيء على هيئة كوابيس .. على الرغم من إنه ليس مخيفاً لكنهُ مؤذٍ جداً و متوحش لدرجة إني أحيانا أحبسني بزاويةٍ ما و أبكي !
هذا الشعور مثل الروح معك أينما تروح !! طيب، ما هو هذا الشعور؟ و من أين أتى ؟ و ما هي قصته ؟!

كل ما أعرفه إن أسمه "فقد" و تصرفاته كلها وجع، يؤلمني و يؤلم الناس .. أتى لما متُ مرة .. و نهضتُ من موتي جسدُ بلا روح .. جسدٌ بشعور الفقد .. جسمٌ موجوع .. أما القصة... فهي أطول من أن تُحكى و أعنف من أن تُسمع !!